أيمن الشرباتي.. المواطن الذي لم تهزم...
حكاية الأسير المقدسي أيمن الشرباتي، الملقب بـ "المواطن"، الذي قضى سبعةً وعشرين عامًا خلف ا...
عندما يُخرج كاتب موهوب الكلمات من خبايا النفوس، ويحاكي اضطراب القلوب، لا يستحق أقل من وصفه بالعبقري، لأنه حرّر المشاعر، وأطلق التعبير بما يعجز عنه اللسان، فكيف إذا كان الكاتب قد حرّر الكلمة -فوق ذلك- من سجن الذلّ والجبروت لاحتلال بغيض؟
بداية الوعي
في ربوع نابلس عام 1983، كان ميلاد الأسير المحرر باسم خندقجي، وترعرع بين جبال النار، ونما في فورة انتفاضة الحجارة، وعندما بلغ الخامسة عشرة، التحق بصفوف حزب الشعب الفلسطيني الشيوعي، وبرز نشاطه وتميزه ومجموعة من رفاقه في داخل المدرسة، أما أكثر ما ميّزه أنه كان مولعاً بالقراءة وإيجاد التفاعل بين قراءاته وبين الأحداث التي تشهدها فلسطين، وكانت رواية "نهاية رجل شجاع" بداية وعيه بالأدب وتأثيره، فأسس وهو في المرحلة الثانوية مجلة حائط اختار لها اسم مجلة "الاتحاد".
الوعي المترجم إلى فعل
في طريق الوعي، عرف باسم خندقجي أن القراءة ليست مجرد تكديساً للمعارف، أو تسليةً للوقت، بل اكتساباً للقيم، وإيماناً بالمبادئ، وتطبيقاً للكلمات المصفوفة على الورق، بحوادث مؤثرة على الأرض، وفي سبيل ذلك، انخرط باسم في صفوف النضال التي بلغت ذروتها مع انتفاضة الأقصى عام 2000، وأصبح مطلوباً لقوات الاحتلال، حتى تم اعتقاله عام 2004، قبل تخرجه من تخصص الصحافة والإعلام بجامعة النجاح، واتهم بالتخطيط والمشاركة في عملية فدائية بسوق الكرمل في تل أبيب، ثم حُكم عليه بـالسجن ثلاثة مؤبدات، وغرامة مالية تقدر ب 11.6 مليون دولار.
السجن "خلوة الأديب"
في سجن "هداريم"، حول الأسير باسم خندقجي قفص سجنه إلى غرفة عمليات ثقافية، فواصل دراسته وكتاباته، وكانت بدايات إبداعه الأدبي في الرواية والشعر، فنشر أول ديوان "طقوس"، عام 2009 ثم ديوان "أنفاس قصيدة ليلية" عام 2013، ثم اتجه إلى الرواية، فكتب رواية "مسك الكفاية: سيرة سيدة الظلال الحرة"، التي صدرت عام 2014، تلتها رواية "نرجس العزلة" التي صدرت عام 2017، ومن ثم رواية "خسوف بدر الدين" عام 2018، وتوّجت أعماله برواية "قناع بلون السماء" التي صدرت في عام 2023، وحصلت على الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر).
ومن خلال نشر كتبه، أنشأ صندوقاً لدعم إبداعات الأسرى، فلم يكن يدخر جهداً يمكن للكتابة أن تحتمله، إلا وحمّلها إياه، وبعد رواج أعماله الأدبية، ترجمت بعضها إلى اللغة الفرنسية، ولم تكن إدارة سجون الاحتلال لتقف مكتوفة الأيدي أمام الإبداعات الإنسانية، فقامت بمعاقبة خندقجي بالعزل الانفرادي، وتعرض لحملة تحريض قادها ضده إيتمار بن غفير، وصلت حدّ الدعوة لقتله.
بعد كلماته يتحرر كاتبها
بعد أن قضى 21 عاماً في الأسر، طافت كلماته فيها أنحاء العالم حرة طليقة، جاء دوره ليعانق الحرية، ضمن صفقات تبادل طوفان الأحرار، وفور تحرره، أبعدته سلطات الاحتلال إلى مصر، وهناك كانت أولى كلماته: "السلام على غزة يوم تقاتل ويوم تصمد ويوم تقاوم هذا الاستعمار، السلام على غزة يوم تبعثنا أحياء من داخل سجون ذلك الاستعمار".
أيمن الشرباتي.. المواطن الذي لم تهزمه الزنازين
21 نوفمبر 2025
الأسير أمجد عبيدي يودّعه نور وجه أمه، ويتركه لعتمة...
20 نوفمبر 2025
أسرى على حافة المؤبّد… وجوهٌ تجرّحها المحاكم وتضمّ...
17 نوفمبر 2025
يحيى الحاج حمد… المؤبد الذي يكتب الشعر من وراء الج...
13 نوفمبر 2025
أيمن سدر.. ثلاثون عامًا من الأسر وذاكرة الوطن التي...
12 نوفمبر 2025
الحرية المؤجلة: أمّ معاذ... حين يصبح الصبر موروثًا...
10 نوفمبر 2025
حكاية الأسير المقدسي أيمن الشرباتي، الملقب بـ "المواطن"، الذي قضى سبعةً وعشرين عامًا خلف ا...
الأسير أمجد أحمد عيسى عبيدي من بلدة زبوبا غرب جنين، معتقل منذ عام 2003 ومحكوم بـ 23 مؤبداً...
هؤلاء الأربعة — عبد الله، باسل، محمود، ومحمد — ليسوا أرقامًا ولا ملفات، بل وجوه تحرسها عائ...