تفاصيــل الخبـر

الاسير المحرر محمود ورديان

محمود الورديان : شاهد حي على جريمة الإهمال الطبي في سجون الاحتلال

عاد الأسير المحرر محمود حسن الورديان (48 عاماً) من مدينة بيت لحم إلى عائلته مساء الخميس 11 سبتمبر/ أيلول 2025، محمولاً على سرير المرض لا على أكتاف الأحبة، بعد أن أفرجت سلطات الاحتلال عنه وهو في حالة صحية حرجة للغاية بين الحياة والموت.

الورديان، الذي اعتقل في 18 أغسطس/ آب 2025 ضمن حملة استهدفت عدداً من الأسرى المحررين، خضع لتحقيق قاسٍ رافقته اعتداءات جسدية مباشرة، انتهت بتدهور خطير في وضعه الصحي. فقد تعرض لاختناق حاد ونقص في الأكسجين الدماغي ما أدى إلى تلف دماغي شديد ودخوله في غيبوبة متواصلة.

كما أصيب بإصابات صدرية شملت كسوراً في الأضلاع، والتهاباً رئوياً حاداً، إضافة إلى التهابات بكتيرية متكررة في الدم أدت إلى مضاعفات خطيرة تهدد حياته.

وأمام هذه الحالة اضطرت سلطات الاحتلال إلى نقله من التحقيق إلى مستشفى "هداسا" في القدس، حيث ظل موصولاً بأجهزة التنفس الصناعي داخل العناية المركزة قبل أن تفرج عنه في وضع بالغ الخطورة لينقل مباشرة عبر الهلال الأحمر الفلسطيني إلى مستشفى الجمعية العربية في بيت جالا لمتابعة علاجه، وهو لا يزال حتى الآن داخل قسم العناية المركزة في حالة حرجة.

الورديان ليس غريباً على السجون الإسرائيلية، إذ أمضى سابقاً أكثر من 100 شهر في الاعتقال الإداري دون تهمة أو محاكمة، وخاض معركة "الأمعاء الخاوية" عام 2014 لمدة 53 يوماً احتجاجاً على هذه السياسة، ليعود اليوم شاهداً جديداً على انتهاكات الاحتلال التي تتكرر بأشكال مختلفة.

 البعد الحقوقي لانتهاكات الاحتلال

تمثل قضية محمود الورديان نموذجاً صارخاً على استخدام الإهمال الطبي كأداة عقاب جماعي وأسلوب إعدام بطيء للأسرى الفلسطينيين.

فالاحتلال يحرم الأسرى من أبسط حقوقهم الصحية المكفولة بموجب القانون الدولي الإنساني وعلى رأسها اتفاقية جنيف الثالثة والرابعة التي تلزم قوة الاحتلال بتوفير الرعاية الطبية الكاملة والبيئة الصحية الملائمة للأسرى.

إن حرمان الأسرى من العلاج، وتعمد إبقائهم فترات طويلة دون تشخيص أو دواء مناسب يعتبر خرقاً جسيماً لهذه الاتفاقيات، كما يصنف وفق نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية ضمن جرائم الحرب لكونه يعمد إلى تعريض حياة الأسير للخطر ويستخدم الجسد البشري كساحة للعقاب والتجريب.

 

 مؤسسة العهد الدولية

وفي هذا السياق، شددت مؤسسة العهد الدولية لحقوق الإنسان على أن ما تعرض له الأسير محمود الورديان يمثل "جريمة مكتملة الأركان" مشيرة إلى أن الاحتلال يستخدم سياسة الإهمال الطبي والتعذيب الممنهج لإضعاف الأسرى جسدياً ونفسياً ودفعهم نحو الموت البطيء.

وأكدت المؤسسة أن حالة الورديان الموجود حالياً في العناية المركزة بحالة حرجة مع تلف دماغي شديد تعكس خطورة استمرار هذه السياسة محذرة من أن صمْت المجتمع الدولي يشجع الاحتلال على التمادي في انتهاكاته.

إن قضية محمود الورديان جزء من سياسة منظمة تستهدف حياة مئات الأسرى داخل السجون الإسرائيلية. وما لم يتم اتخاذ خطوات عملية لمحاسبة الاحتلال وإلزامه بالمواثيق الدولية فإن المزيد من الأسرى سيجدون أنفسهم على سرير المرض بين الحياة والموت.

أخبار مشابهة