
بسام شحرور: حكاية صمود في زنازين الص...
منذ لحظة اعتقاله، وبسام شحرور يعيش فصولًا من المعاناة الجسدية والنفسية التي تتجاوز حدود ال...
لم تكن سجون الاحتلال يوماً مكاناً يحمل بين جنباته الإنسانية، أو يلائم المكوث الآدمي، ولم تكن قوات الاحتلال سوى نظام قمعي يتفنن في تعذيب البشر، وإدارة السجن كانت ولم تزل أكثر أذرعه وحشية وقذارة، وبعد السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، تخلى نظام الاعتقال لدى الاحتلال عن ورقة التوت التي كانت تستر عورته أمام أكاذيب المواثيق الدولية وحقوق الإنسان، وظهر وجهه الحقيقي الذي لا يتخيل أحد مقدار قبحه.
اعتقال "الانتصار"
منتصف مارس من العام الجاري، كانت الناشطة السياسية الدكتورة انتصار العواودة على موعد مع الاعتقال، الذي بدأ سعاره بجنون بعد أحداث أكتوبر، وقد حول الجيش كل شيء إلى مادة للاعتقال، الحديث والتغريد، والابتسام، والهتاف، والكتابة، وحتى النوايا والتفكير، كل ذلك في محاولة يائسة لمحو صورة هزيمته المذلّة يوم مقتلة جنوده، وطريقة هوجاء لكسر الانتصار، وفي تلك الموجة، تمت بعد مداهمة منزل الدكتورة انتصار في دورا جنوب الخليل، ووجهت لها مخابرات الاحتلال تهمة "التحريض"، التي لا تفسير لها.
رحلة الاعتقال
أول الأمر نُقلت العواودة الى مركز تحقيق المسكوبية، حيث مكثت هناك ثلاثة أسابيع ثم نقلت الى سجن الشارون، حيث مكثت ثلاث ليالٍ في فترة العيد، وكان المكان مقرفاً جداً، المغسلة تفيض بالماء القذر، الغرفة ملأى بالقمامة، الحمام ملئ أيضاً بالقمامة، المجاري مفتوحة، والأكل كان سيئاً وبارداً، قالت انتصار إنها حاولت لمّ القمامة بالشبشب، وأغلقت فتحات المجاري بعلب الأكل لتخفيف الرائحة، كما عانت من انتشار حشرة "البقّ"، التي سببت قرصاتها المستمرة حساسية شديدة! وتقبع العواودة الآن في سجن الدامون، ولا تزال موقوفة حتى اليوم.
ومهما بدت الفقرة السابقة مخيفة، فإن ما تحمله في جوفها من تفاصيل أكثر رعباً، وما تنطوي عليه هذه المعتقلات من عذاب لا يمكن وصفه، لكن انتصار حاولت تقريب الصورة
صور من العذاب
تمنع قوات الاحتلال عن الأسيرات الملابس، وخاصة الملابس المحجبة، وتستخدم الأسيرات لباس الصلاة لستر أنفسهن، وعندما تؤخذ الملابس إلى الغسيل، تبقى الأسيرات بالملابس الداخلية، ولا يسمح لهن باستحضار بديل!
تتكرر "القمعات" وتتتالى لدرجة أن الأسيرات يقلن إنه تم تحطيم الرقم القياسي لعدد القمعات والعقوبات، حيث تمنع الفورة (الاستراحة للخروج من الزنازين)، ويخرجن فقط إلى الحمام، وتظل السجانة بالباب تطرق وتصرخ طول الوقت "يلّا اطلعي"! تم تعذيب الأسيرات وتقييدهن، والسبب ارتفاع صوتهن بالليل!
في 24.06.25 حدثت ما تسمّيها الأسيرات "القمعة الكبيرة"، حيث اقتحمت قوات اليماز (أمن السجون) مع الكلاب الزنازين، وقامت بتفتيش الأسيرات تفتيشاً عارياً داخل الحمام، كما قيدت الأسيرات وأجلستهن أرضاً على ركبهن خارج الحمام، لحين الانتهاء من تفتيش الجميع!
ثم قاموا بهجوم على زنزانتين بغاز الفلفل، وأخذوا 5 بنات إلى المخابرات، حيث تم تهديدهن بالاعتداء الجنسي، وأسمّعوهن كلاماً بذيئاً، ومسبات قذرة.
وفي إحدى المرات تقول الأسيرة انتصار العواودة إنهم أخذوا منها الملابس الداخلية في المعتقل، وبقيت بلا ملابس مدة 15 يوماً، فاضطرت أن تلفّ نفسها بالبطانية طوال الوقت لعدم وجود ملابس تسترها!
هكذا تمضي الأسيرات أيامهن، يتقاسمن العذاب مع أسيرات غزة في سجنهن الكبير، وظلم الزنازين مع قهر الخيمة، وظلام السجن مع عتمة الحصار، ودموع القيد مع غصّة الجوع..
بسام شحرور: حكاية صمود في زنازين الصمت
4 أكتوبر 2025بسام السعدي.. أسير يقاوم خلف القضبان وعائلة تواصل...
2 أكتوبر 2025من الإعدام البطيء إلى المقصلة العلنية: إسرائيل تشر...
2 أكتوبر 2025الأسيرة المحررة رماء بلوي: وجع الأمومة خلف القضبان
1 أكتوبر 2025مقعدٌ فارغ ودرسٌ مؤجل لطلابٍ خلف الزنازين
1 أكتوبر 2025الأسيرة كرم موسى، تحارب الدامون ببراءة الأحفاد
29 سبتمبر 2025منذ لحظة اعتقاله، وبسام شحرور يعيش فصولًا من المعاناة الجسدية والنفسية التي تتجاوز حدود ال...
بعدما تنسمت رماء عبير الحرية، لم تكن تلك اللحظة نهاية قصتها، فما عاينته داخل جدران السجن ك...
اعتُقلت كرم موسى منتصف الليل في 25 فبراير، في أكثر الأوقات برودة، حين اقتحم منزلها قرابة س...